رومانسي بعطر فرنسي رحيباني الماسي
عدد الرسائل : 1959 العمر : 38 الموقع : كوخ باعلى تلة بالمريخ العمل/الترفيه : قيصر لمدينة العشاق السٌّمعَة : 17 تاريخ التسجيل : 01/02/2009
| موضوع: مطارنا الدولي الأربعاء سبتمبر 16, 2009 12:27 pm | |
|
أنا في مطار دمشق الدولي , العالمي , القاري , الكوكبي , الكوني , المجري , الكونـتـيـنـنـتالي الـ.........الخ أنهيت إجراءات الوزن , وفي الحقيقة لا أحمل الكثير , لا في رحلة القدوم , ولا في العودة , فأنا ممن يكرهون أن يحملوا أي شيء في السفر , الا للضرورة القصوى , المهم , هذه المرة كانت رحلة مغادرة بعد زيارة لبلدي سوريا لم تطل سوى خمسة أيام , يجب أن أنتظر ساعتين من الوقت لموعد الطائرة , شكل المطار يوحي بالنوم , كان صباح يوم جمـعـة , وربما لأنه صباح يوم جمعة , حدث واشتهيت الفول تحديدا , فول مدمس تدميسا خطيرا وبـيـِّنا وممتازا ...!!!
سألتُ : هل يوجد مطعم يبيع الفول ....؟؟
قـيل لي : اصعد للطابق المابعرف شو , نسيت ربما الثاني أو الثالث , صعدت , بحثت عن هذا المطعم , خلال الوقت الذي مضى عليَّ في المصعد شكلت لوحة جميلة مشرقة استباقية لما يفترض فيه أن يكون مطعما , أبواب ألمنيوم , طاولات نخب سابع , ربما طاولات وكراسي مستودع أثاث مستعمل قديم , المكان أقرب أن يكون ندوة لثكنة عسكرية منه أن يكون مطعما في مطار دولي يليق بأقدم عاصمة في الأرض , المهم أني وجدت ما يسمى بالمطعم , دخلت بحذر ألا أزعج النائمين , لم أعثر على أحد , امتلكت للحظات بعض الشجاعة , رفعت صوتي بكلمتين , صباح الخير ...!!!
فجأة , من بين الأنقاض , من أعماق المجهول , يتقدم شخص منكوش الشعر , وقد استيقظ من النوم طازجا .
قلت ببراءة الطفل : هل يوجد فول ؟
بحلق فيَّ متعجبا ثم قال : انتظر نصف ساعة ...
قلت : لماذا... ؟
قال : مختص وخبير ومهندس الفول ما يزال نائما , ولن يصحو من النوم الا في هذا الموعد , طبعا لم يكن من أحد غيري في هذا المكان على الاطلاق , وهذا من رحمة الله , كوني كرهت أن أشاهد أي سائح أو غريب عن البلد في هذا المكان الخلاب .
نظرت للرجل بتفحص , كان يكلمني ويهرش هرشا ناعما خلف رقبته ويحكُّ حكَّا مبينا ذراعه وأمكنة أخرى لا مكان لذكرها هنا , ويتكرّم طبعا بالرد علي , قلت : لابأس , شكرا , لا أريد شيئا ...
جلت بعينيَّ في محيط المكان , أبواب متهالكة باهتة , جنزير ضخم يربط بين ردهة وبين ممر يفضي لما يسمى بمطعم , زوايا فيها سواد وخيوط عنكبوت , بلاط متشقق , المهم , قلت في نفسي , فلأنتظر وجبة الطائرة , ولكن , نداء الطبيعة دهمني , ماذا أفعل ؟ قلبت الفكر بين إقدام وإحجام , والسبب ستعلمونه الآن , المهم , وصلت لمكان دورة المياه الرائعة , سيدة ربما في الخمسين من عمرها , ترتدي شيء سماوي مثل جاكيت قماش , لا أعلم ما اسمه , ربما اسمه على أيامي ( كشكوسير ) ..؟ ربما ...؟ على أي حال , كانت تضع علبة محارم بجانبها , على طاولة تعتبر بحد ذاتها تحفة أثرية مؤهلة أن تكون في مطار دولي , وتنتظر الزبائن ....!!!
بعض الناس يراقبونها ويبحلقون فيها , من الجلوس والمنتظرين , الكل , وأنا على يقين , قرفوا من هذا المنظر البشع , فوجودها بالفعل يمنعك أن تدخل , لا من أجل الليرات أو الدولارات أو اليورويات التي ستدفعها لقاء التكرم والتفضل بالسماح لك باقتحام هذا النعيم غير المقيم , ولا التمتع بالأجواء الساحرة لنوافير ساحات ساندييغما ولا روما ولا حتى نافورة جدة الشهيرة , قطعا لا , بل لمنظرها المؤلم هذا لنا , هو مؤلم بالفعل لنا , كم تلبسني خجل فكثير من الركاب كانوا أجانب ينظرون باستغراب واستهجان , رفضتُ الدخول بالطبع , وانتظرت حتى دخلت الطائرة , فقط , كي لا أكون محط أنظار الجميع وأنا أقدم لها مالا , وأظن بأن الكثيرين رفضوا للأمر نفسه , يا أهل العبقرية , أعطوها مرتبا شهريا يتوافق وما ربما تحصل عليه من هذا الأمر , على ألا تسودوا وتصخموا وتشرشحوا سمعتنا بتصرف غير مسؤول ومعيب كهذا التصرف الذي يعكس فضائح لا تنقصنا ...
قبل دخولي للطائرة , سمعت مذيعة المطار تكرر نداءا مبهما ثلاث مرات على راكب طائرة , حتى الآن أذكر وجهتها , نعم كانت متجهة للكويت , الشخص الذي تنادي اسمه ( ولبراعتها طبعا ) إيراني الجنسية , لكن هي يبدو أنها لا تفرق بين الاسم العربي و الإيراني , كانت وجهة الطائرة الكويت , رحلة تسبق رحلتي طبعا , لهذا عليها أن تكرر النداء باللغة العربية فقط ....!! كان هنالك عنصر من عناصر الأمن , يحمل طبعا جهازا لاسلكيا , قلت له : حبذا لو يكون النداء باللغة الانكليزية , فمن ينادون اسمه ربما لا يفقه العربية , نظر لي وكأني اقترفت إثما خطيرا , وقال : لا مافي مشكله , مافي مشكله خلاص , بيعرفو شغلهن ..!!
قلت بيعرفوا شغلهن ؟ طيب , الحق علي أنا , ضروري يعني هالكولكــة والمعلئة ....؟؟ فعلا أنا كتِّير غلبة ...
المهم بعد البحبشة والنكوشة , والتي أنا أوافقها بصراحة , صعدت للطائرة , ولا أعلم متى ربما سيتكرر هذا التقليد مرة آخرى , ربما بعد أشهر أخرى في رحلة زيارة أخرى , كي يستقبلوني مرة ثانية بهذا الترحاب اللطيف بروتين متكرر , في أنني يجب أن أدفع أجرة عربـة تروللي ذهبية من أجل الحقائب , والتي يحاولون التطنيش على الفراطة التي تفيض عن أجرتها على الأغلب , العربة التي هي مجانية في كل دول العالم , وحتى في مطارات كوكب أورانوس , إلا عندنا , إدفع ..... أو ...... إنتع ....!!!
أسأل نفسي , لماذا لا نمتلك أبسط الأشياء التي تتفق عليها كل مطارات الأرض الآن , وهي الكادر المؤهل لغويا , وأقصد اللغة العالمية السائدة والتي أصبح انعدام معرفتها نوع من الأمية , ألا وهي اللغة الإنكليزية ....؟
كوادرنا المطارية لا تعرف سوى لغة ترينيداد وتوباكو فقط , أو لغة بيساو , أو ربما لغة نيبال , أما الإنكليزية , فلا .....!!!
سأعود لزيارة بلدي , لاني مشتاق أن أستمع للســؤال الأزلي العالمي المترافق مع تراث مطارنا كتقليد لطيف محبب رائع شهير , السؤال الأبقى والأقرب لقلب كل قادم , والذي يقول :
شــو جــايـبـلنــا مــعــك ....؟؟؟
خـتـــامي .....بـســلامي
| |
|
القيصر المهاجر رحيباني الماسي
عدد الرسائل : 1518 العمر : 114 الموقع : uae العمل/الترفيه : مدير تجاري الامارات السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 03/07/2009
| موضوع: رد: مطارنا الدولي الأربعاء سبتمبر 16, 2009 4:50 pm | |
| شكرا لك على النقد البناء اخي نسأل الله ان تتحسن الاحوال | |
|
Abo Abdullah مشرف
عدد الرسائل : 126 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 11/06/2009
| موضوع: رد: مطارنا الدولي الأربعاء سبتمبر 16, 2009 8:09 pm | |
| نحن لازم نطلع عالنواحي الإيجابية في الموضوع يعني أنت مسافر و تارك أهلك وراك ما يبكو و زعلان من كل هالموقف و لكن بس توصل المطار و تشوف و تبلش تهرهر خمس و عشرينات و تختمها ب ألف و خمسمي رسوم مغادرة (أو سميها ضريبة رفاهية بسبب استعمال المطار الترفيهي) المهم بعد كل هذا رح تحس بأنه هذا عزاءك لأنك بتصير تقول بينك و بين حالك الحمد لله أني مسافر و جاي على بالي السنة الجاي ما أرجعش | |
|