إسلام أون لاين - وكالات
وقع المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات «ممثلا لدولة قطر» وشركة يوتل سات الفرنسية للاتصالات «يورو نيكست باريس» أمس الاثنين 10-05-2010 اتفاقية شراكة لإطلاق وتشغيل القمر الصناعي القطري الجديد «أسهيل».
وأعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريحات صحافية عقب التوقيع أن التكلفة الإجمالية للمشروع تتجاوز 300 مليون دولار، مشيرا إلى أن حصة قطر في «أسهيل» تتجاوز %50.
وتوقع أن يتم إطلاق القمر القطري خلال عامين من الآن، وقال: «الإطلاق سيتم في غضون عامين بواسطة الصاروخ ايريان.. فيوتل سات هي الشريك وهذا ما اتفق عليه»، معربا عن الأمل في أن يكون هذا المشروع بداية انطلاقة دولة قطر في هذا المجال.
وأضاف: «القمر (أسهيل) فريد من نوعه؛ لأنه يعتمد تقنية الأبعاد الثلاثية لمحطات التلفزيون التي ستطرح قريباً في الأسواق، كما يغطي محطات الراديو ويمكن لأي أحد أن يسمع محطات الراديو في أي مكان يغطيه القمر، وكذلك الإنترنت وكل ما هو متعلق بالتكنولوجيا سيغطيه القمر القطر"..
استثمار في الفضاء
وحول الجدوى الاقتصادية للقمر الصناعي القطري أوضح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن «المشروع له جدوى اقتصادية عالية ودرس على أسس اقتصادية، ولدينا شركاء أوروبيون". مؤكداً أن القمر «أسهيل» يكمل سياسة قطر في مجال الإعلام إلى جانب بعده الاستثماري.
وقال رئيس الوزراء القطري : «المشروع استثمار قطري وله بعدان، الأول مالي استثماري والثاني إعلامي، نظرا لأن قطر تملك الكثير من المحطات والقنوات الفضائية، ونريد كما شاركنا في الأرض أن نشارك في الفضاء في بعض ما يهم سياسة قطر، وعندما نقوم بفكرة نحرص أن تكون متكاملة، وهذا جزء من الفكرة التي نسير عليها في قضايا عديدة سواء في استثمار الإعلام أو الاستثمار في تكنولوجيا الإعلام".
ومن المتوقع أن يبدأ العمل على تجهيز القمر الصناعي القطري «أسهيل» منتصف العام الحالي استعدادا لإطلاقه نهاية عام 2012 ليبدأ ببث مهامه من القمر الصناعي «يوتل سات يورو بيرد 2» الموجود حاليا على الموقع المداري 25.5 درجة شرقا، والذي يعد أحد الموقعين الأساسيين الراسخين في تغطية خدمات البث لأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ زمن بعيد.
وعبرت الدكتورة حصة الجابر الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر عن سعادتها بعقد هذه الشراكة الإستراتيجية مع شركة يوتل سات، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقية الهامة ستؤمن المصالح الإستراتيجية لدولة قطر في قطاع الاتصالات خاصة فيما يتعلق بالبث الإعلامي والاتصالات والخدمات الحكومية وأية خدمات إبداعية أخرى تتطلبها السوق المحلية في المستقبل.
من جانبه أعرب السيد ميشال دي روزن المدير التنفيذي للشركة الفرنسية عن سعادته لاختيار يوتل سات شريكا لإطلاق هذا القمر الصناعي القطري، مؤكدا أن تلك الشراكة ستكون بمثابة قوة دافعة تساعد على توسيع واستمرارية الأسواق الرقمية المتطورة من خلال ما سيقدم من خدمات متميزة عبر القمر الجديد. وتعهد السيد روزن بتكثيف الجهود التي تعكس التزام يوتل سات بتوفير خدمات رقمية متطورة لأسواق المنطقة على المدى الطويل.
وفي السياق ذاته ذكر بيان صادر عن المجلس الأعلى للاتصالات القطري أنه وبجانب توفيره حزم «كي يو-باند» التكميلية وقدرته الفائقة في المرونة التشغيلية والتغطية المتميزة عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى، سيقدم «أسهيل» إمكانيات جديدة لحزم «كي يو-باند» مما سيفتح آفاقا جديدة للاستثمار ولقطاع الأعمال.
وأشار البيان إلى أن القمر القطري المتعدد المهام سيمكن الشركاء من الاستجابة لمتطلبات تطبيقات أنظمة البث والاتصالات التي تشهد تطورا ونموا متسارعين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك بث الفيديو والاتصالات الخاصة بالمشاريع والمؤسسات والخدمات الحكومية، كما ستكون سوق القنوات التلفزيونية أكثر القطاعات استفادة من خدمة يوتل سات المباشرة للمنازل المكونة حاليا من 13 مليون منزل مجهزة لاستقبال البث المباشر عبر الأقمار الصناعية.
"أسهيل" الأكثر تطوراً
وأكدت الدكتورة حصة الجابر، الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات وتقنية المعلومات (آي سي تي قطر) أن القمر الصناعي القطري الجديد «أسهيل» المتوقع إطلاقه نهاية عام 2012 سيلبي احتياجات دولة قطر في قطاعيْ البث والاتصالات والخدمات الأخرى لبعض الوزارات والهيئات الحكومية.
وذكرت في تصريح للصحافيين عقب توقيعها اتفاقية شراكة مع يوتلسات بخصوص إطلاق وتشغيل القمر «أسهيل» أن القمر الجديد سيكون الأكثر تطورا، لأنه سيحتوي على تقنيات متقدمة خاصة تواكب التطور الكبير الهائل الذي سيشهده قطاع الاتصالات في غضون السنوات الثلاث القادمة.
وأوضحت أن القمر «أسهيل» سيحتوي على تقنيات متقدمة ذات الصلة بالاتصالات عن طريق الإنترنت، كما يقدم خدماته لقطاع البث.
وكشفت الدكتورة الجابر عن أن حصة قطر في المشروع تبلغ حوالي %54، في حين تملك شركة يوتلسات الفرنسية للاتصالات الحصة الباقية.
وحول اختيار «يوتلسات» شريكا في هذا المجال، أوضحت الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات أن اختيار «يوتلسات» جاء بعد الاتصال بالكثير من الشركات العالمية العاملة في هذا الميدان.
وقالت: «اخترنا يوتلسات، لأنها تعمل حاليا على صناعة قمر صناعي يتوقع الانتهاء منه في 2012، وارتأينا الدخول في شراكة خلال فترة التصنيع لضمان اعتماد بعض المعايير والمواصفات المهمة لهذا
القمر، والتي تلبي احتياجات دولة قطر، إضافة إلى أن مدار يوتلسات «25.5» درجة شرقا يغطي المنطقة العربية.
من جانبه، اعتبر جاسم الهاشمي، مدير مشروع المرحلة الأولى لبرنامج ستلايت قطر في المجلس الأعلى للاتصالات اتفاقية الشراكة التي وقعت أمس بشأن إطلاق قمر «أسهيل» خطوة أولى نحو وصول قطاع الاتصالات القطري إلى العالمية.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا): «إن قطاع الاتصالات القطري قوي ومتين، وله حضوره الخليجي والإقليمي، وهذه الاتفاقية خطوة نحو العالمية»، مضيفا أن «المشروع مهم لبناء شراكة قطرية فرنسية لدخول دولة قطر في مجال صناعة الفضاء».
وحول جدوى المشروع في ظل ازدحام الفضاء بأقمار الاتصالات، أكد أن المشروع مهم جدا بالنسبة لدولة قطر على صعيد تلبية حاجتها في قطاع الاتصالات والبث، فضلا عن الجدوى الاقتصادية.
ولفت إلى أن اتفاقية الشراكة التي وقعت أمس هي الأولى مع الشركة الفرنسية، وستلبي جزءا من احتياجات المنطقة، ولم يستبعد عقد شراكات أخرى لتغطية الطلبات المستقبلية.
وبخصوص التحكم بالقمر أشار إلى أن غرفة التحكم الرئيسة أو غرفة العمليات ستكون في مقر الشركة في فرنسا، لافتا في الوقت ذاته إلى وجود خطة من خلال المرحلة الأولى لإنشاء غرفة تحكم ثانوية في دولة قطر على أساس اكتساب خبرات الشركة الفرنسية.
