يكاد يكون شتاء هذا العام فتاة عاشقة تخرج ليلاً , تتجول في سماء المدينة , تسهر حتى ساعات الصباح الأولى
و ما أن ترى الشمس حتى ترحل لتعاود الكرة من جديد في اليوم التالي
تراها تتسلل من شقوق النوافذ و عتبات الأبواب
و ترتعش منها أكتاف السامرين في ليالي الشتاء
ليعرف بوجودها من ظن أن الصيف باق و لن يرحل
مع ساعات الصباح الأولى تعطر الأجواء بوشاح الندى يداعب الأشجار هنا و هناك
و تلقي ظلها على زجاج النوافذ حتى تسرقها أشعة الشمس
لن يحس بها
الا أب خرج يطلب الرزق لأبناءه و لم يقل لهم صباح الخير لأنهم مازالوا نائمين
و طالب علم حمل أمتعته و خرج مسرعا حتى لا يفوته القطار
و أم أستيقضت قبلهم و جهزت فطور اللبنة و المكدوس
ما أن تعلو الشمس حتى تختلط أصوات الناس و يبدأ الضجيج
عندها ستعرف لذة الهدوء
و صباح لن يدوم
