على الرغم من صدور قانون الأحزاب في سورية و اصدار مجموعة من القوانين الأخرى و منها قانون الانتخابات العامة
الا ان ارتفاع نبرة الحل الأمني في سورية تجعل نقاش هكذا قوانين بعيد عن اولويات الشعب
سورية و واقع اللحظة
حواجز و متاريس و جيش و قوى أمنية منتشرة بأعداد متفاوتة في أماكن الاضطراب
في ريف دمشق نفذت القوى الامنية حملة اعتقالات واسعة في القابون و الحجر الاسود و القدم و حرستا و دوما
بالاضافة لمدن مجهولة الاحداث كالزبداني التي يطوقها الجيش و الضمير و قطنا
هذه الأحداث و غيرها غيبت الحديث السياسي في البلاد
و مع استمرار الازمة يتساءل السوريون عن مستقبل بلادهم فيما لو استمرت الاحوال كما هي عليه لفترة طويلة
و استمر ترحال الجيش و الامن حيثما تعلو أصوات الاحتجاجات
و كأني أرى كل بلد تجرأ على الخروج و التظاهر قد حجر دوراً في قائمة المدن التي خرجت عن الطاعة و تستحق التأديب
سورية .. المستقبل
من السوريين من تجاوز الاحداث و بدأ يضع الفرضيات لما قد يحدث بعدها مع اختلاف السيناريوهات
وفق سيناريو سقوط النظام يتخوف كثيرون من حدوث حالة فوضى في البلاد و الدخول في مرحلة تصفية الحسابات
فيما يصفه البعض بالحرب الأهلية
و يقول متبنو هذا الرأي بأن البلاد تفتقر لشخصيات معروفة في الداخل تلتف حولها الجماهير
و يؤمن من يقول هذا بمبدأ الشخص الذي لا بد من توفره كبديل أولا
في هذا السياق يأتي الرد من معارضين لهذا الرأي بأن الحراك الشعبي يسعى لازاحة مبدأ سلطة الشخص
و التحول لسلطة المؤسسة و الجماعة في نوع من أنواع التحول للديمقراطية
و راهن أصحاب هذا الرد على وعي الشعب السوري و قدرته على ضبط بوصلة الحراك و التحول بالبلاد نحو بر الامان
و مع تساوي الموازين بين الشارع و الدولة يقول قائل بأن البلاد ربما تدخل في حالة من التعايش مع الحدث
بمعنى محاولة عزل الحراك في الشارع و تحول سورية الى أماكن مضطربة و أماكن آمنة على المدى الطويل
و هنا يبرز التخوف من جر جماعات مختلفة لحالة من التطرف في التعامل مع الأحداث
نتيجة وجود حالات الثأر و انتشار نزعة الانتقام من الاخر
فيما تعيش المدن الاخرى حالة الامن و تتحول لمتابع للحدث فقط دون تأثيره على حياتها اليومية
على جانب آخر يقول أهل الفكر الثوري أن الثورة هي من تلد القيادات من صلبها و لا حاجة للتخوف من المستقبل بل بنبغي النظر اليه باطمئنان و تفاؤل
هذا الاختلاف في المواقف يتبع اختلاف المعطيات من شخص لاخر و اختلاف القراءات بين المناطق
رأي
صحافة الرحيبة