الرحيبة
أهلا بك عزيزي الزائر
هذا المنتدى يتطلب تسجيل الدخول لتتمكن من المشاركة
ان كنت تملك حسابا لدينا تفضل بالدخول
أو بأمكانك الحصول على حساب جديد من خلال التسجيل في هذه الصفحة
للمزيد يرجى استخدام زر اتصل بنا
الرحيبة
أهلا بك عزيزي الزائر
هذا المنتدى يتطلب تسجيل الدخول لتتمكن من المشاركة
ان كنت تملك حسابا لدينا تفضل بالدخول
أو بأمكانك الحصول على حساب جديد من خلال التسجيل في هذه الصفحة
للمزيد يرجى استخدام زر اتصل بنا
الرحيبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تبدأ الحياة عندما تقرر ماذا تريد منها
 
البوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالرئيسية

 

 ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
akram
رحيباني جديد
akram


عدد الرسائل : 9
العمر : 51
الموقع : ابو ظبي
العمل/الترفيه : العمل
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/03/2010

ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه Empty
مُساهمةموضوع: ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه   ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه Emptyالسبت مايو 22, 2010 12:43 pm

مِنَ الرَّوضِ الفَائِقِ الأنيِقْ
في بعض مناقب سيدنا أبي بكر الصديق
للشيخ صديق بن عمر خان
تلميذ الشيخ محمد السماني
رحمة الله عليهم
علق عليها و أخرجها

خادم العلم و طلابه راجي رحمة الحق
السيد عبد الله بن محمد بن حسن فدعق
الهاشمي المكي - الطبعة 2

ألفت بالمدينة المنورة في 20 / 10 / 1374 هـ , و طبعت لأول مرة بالمطبعة المحمدية بالأزهر على نفقة المكتبة المحمدية بأم درمان لصاحبها محمد محجوب الكتبي , في عام 1376 هـ ــ 1957 م .
فدعق مناقب الصديق 21 جمادى الآخرة
الحمد لله الذي اجتبى مَن شاء مِن خلقه لقربه و اصطفى , و كمَّله و جعله من أعظم الخلفاء , أحمدُه حمدَ عبدٍ في شأنه صديق , و أشكره و الشكرُ نعمَ الصاحبِ و الرفيق , و أشهد أن لا إله إلا الله وحده , الصاحبُ في السفر , و الخليفةُ على الأهل و الأولاد في الحضر , و أشهد أن سيدنا محمداً عبدُه و رسولُه و صفوتُه و خليلُه المتوجُ بتاجِ العز و الشرفِ و الوقار و على آله و أصحابه , و لا سيما الصديق الفاني في الشهود لعليِّ جَنابه , ما شنَّف مطربٌ بمناقبِ الصديقِ الأسماعَ , و تلذذت أرواحُ المحبين باحتساءِ حميا الاستماع .
ثم أما بعد : فهذه نبذةٌ لطيفة ، وألفاظٌ جمعتُها شريفة ، في مناقب سيدنا ومولانا أبي بكر الصديق ، السابقِ إلى شرف الهداية والتصديق ، لأتقربَ بها منه إليه ، وأحظى بالتوجه منه والمقام المرتجى لديه ، جمعتُها مستمدا من الملِك الدَّيان ، مستحضرا روحانيةَ المصطفى ، والقطبَ الشهير شيخَنا محمد السمان رحمة الله عليه ، وسميتُها (( الروضَ الفائق الأنيق في بعض مناقبِ سيدنا أبي بكر الصديق )) .

اللهم أدم ديم الرضوان عليه ، وأمدنا بالأسرار التي أودعتها لديه
اللهم صل و سلم على حبيبنا الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


فأقول وبه استمدادي في المقال و إليه المرجع والمآل : سيدُنا الصديق هو الخليفة العظيم الأكبر ، والعَلمُ الوسيم الأشهر ، شيخُ سائرِ الأصحاب , والبررةِ الجهابذة الأنجاب ، ذو الشيبة التي عليها سحائب الأنوار ، والذاتُ المتوجة بتاج المهابة والفخار ، سلطانُ العارفين ، وإمامُ الموحدين ، وصهرُ رسول رب العالمين ، الفاني في الله حقَّا ، والغائبُ في شهود رسول الله صدقاً ، الزاهدُ فيما سوى الله ، المتحققُ بمقام البقاء بالله ، من أنفقَ مالَه كلَّه في حب رسول الله ، وتخللَ بالعباء ، وفارقَ من أجله الأهل والأوطان و اغترب ، خليفةُ سيدِنا رسولِ الله على التحقيق سيدُنا ومولانا أبو بكر الصديق .
واسمه سيدنا عبدُ الله ، وكنيته سيدنا أبو بكر ، وكني به لابتكاره الخصالَ الحميدة . الملقبُ بالعتيق ، ولقب به لعتاقة وجهه أي جماله وشمائله المجيدة . وقيل : دخل عليه رسول الله فقال له : (( يا أبا بكر أنت عتيقُ الله من النار )) . فمن يومئذ سمي بالعتيق من بين الصحابة الأخيار ، وسبب لقبِه بالصديق لأنه صدَّق النبيَّ بخبر السماء غدوة و رواحة على التحقيق ، فبلَغ ذلك رسولَ الله فقال : (( هو الصديق )) فمن ذلك اليوم سمي صديقاً ، واتخذه النبي صاحباً ورفيقاً .
وأبوه سيدنا عثمان [1] ، أسلم في فتح مكة 2، ثم تُوفي في أول خلافة سيدنا عمر ، وكنيته سيدنا أبو قحافة , كما هو مقرر , ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعـد بن تيم بن مرة ذي الجناب المعظم وفيه التقى مع النبي .
نسب كالجُمان أضحى انتظاما
كم حوى من يتيمةٍ عصماءِ
دونه صرح في السمو ارتقاءً
كوكبُ النجم وسْط جوفِ السماءِ
حبذا الاجتماعُ فيه بِطهَ
صَح في قُرةِ هزبرَ الوعاءِ


اللهم أدم ديم الرضوان عليه ، وأمدنا بالأسرار التي أودعتها لديه
اللهم صل و سلم على حبيبنا الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


فهو أول من أنهلَّت على رياض جنابه مزنُ الإحسان ، وأينعت فيه شجرةُ التوفيق وأغصانُ الإيمان ، وأول من أشرقت على ذاته شموسُ الولاية ، وأول فتى اصطفتْهُ يدُ المحبة والعناية . وُلد بعد النبي بسنتين و أشهر1، كَذَا قرره العلماءُ الثقاة المحصلون .
وكان أبيضَ نحيفاً ، حسنَ القامة ، خفيفَ العارضين , ذا انحناء ، لا يتمسك إزاره يسترخي عن حِقويه ، عظيمَ الاستقامة ، معرُوقَ الوجه ، غائرَ العينين ، ناتئَ الجبهة ، عاريَ الأشاجع , ذا فتوة و همم .
وكان يخضب لحيته الشريفة بالحناء و الكَتم ، وصحب رسولَ الله وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، ولم يزل موافقاً له حتى بلغ ثلاثَ عشرة سنة ، وفيها سافر مع النبي في تجارة إلى الشام حتى بلغ موضِع بحيرا الراهب ، ونزل تحت شجرةٍ وجلس رسولُ الله في ظِلها وأقام .
و مضى سيدنا أبو بكر إلى الراهب يسأله عن شيء ليقضيَ وطره ، فقال له الراهب : مَن الرجُل الذي تحت الشجرة ؟ فقال : سيدُنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وأفصحَ عن نسبه الشريف و أبَان وهو به ثقة . فقال : هذا والله نبي ، ما يستظل تحتَ هذه الشجرة بعد سيدنا عيسى ابن مريم إلا سيدنا محمدٌ عليهما السلام ، وهو نبي آخر الزمان فاحذر أن تفَارقه .
فلما نُبئَ آمن به ، ودعا الناس إلى الإيمان بسببه 1. وقيل : سببُ إسلامه أنه خرج إلى اليمن قبل أن يبعثَ النبي ببرهة من الزمن ، فنـزل على شيخٍ عالم من الأزد قد قرأ الكتب و أقرأها، و علم الناس علما كثيراً وأتت عليه 2 أربعمائة إلا عشراً ، وقال فلما رآني قال : أحسبك تَيْمِيَّاً ، قلت : نعم أنا من تيم بنِ مرة ذي الهمم ، قال : أحسبك حَرَمِيَّاًً ، قلت : نعم أنا من أهل الحرم ، قال : بقيت فيكَ خصلة واحدة ، قلت : ما هي ؟ ، قال : تكشف لي عن بطنك ، قلت : لا أفعل حتى تخبرَني بسببه ، قال : أجدُ في العلم الصحيح الصادقِ الزكي أن نبيَّاًَ يبعث في الحرم يعاونُه على أمره فتى وكهل ، أما الفتى فخوَّاضُ غمرات ، ودفَّاعُ معضلات ، وأما الكهل فأبيض نحيف ، وعلى بطنه شامة ، وعلى فخذه الأيسر علامة ، وما عليك أن تخبرَني عما سألتُك فقد تكاملت لي تلك الصفات إلا ما خفي عن عيني . قال : فعند ذلك كشفتُ له عن بطني فرأى شامةً سوداء فوق السُّرَّةِ ، فقال : أنت هو وربِِّ الكعبة ، وإني مُقدم لك في أمر فاحذره . قلت : وما هو ؟ . قال : إياك و الميلَ عن الهدى ، وعليكَ بالتمسك بالطريقة الوسطى ، وخَفِ اللهَ فيما خَوَّلكَ وأعطاك ، و اصرِف جَهدك في نصرة هذا النبي الذي يظهر ، وقد حان وقتُه فهو نبي آخر الزمان لا نبي بعده ، وهو سيد الأنبياء والمرسلين عليهم السلام. قال : فخرجت من عنده وقضيتُ مأربي ثم أتيتُه أودعه ، فقال : هل لك أن تسمع فيما قلتُه في ذلك النبي ، قلت : نعم . قال : فأنشد يقول :
ألم ترَني أني رهنتُ معاشري
و نفْسي قد أصْبحت في الحي راهنا
حَيِيِتُ وفي الأيام للمرء عِبرة
ثلاثُ مئين ثم تسعون أسننا
وقد خمِدت مني حرارةُ قوتي
وألفيتُ شيخاً لا يطيقُ الشواجنا
فما زلتُ أدعو اللهَ في كل حاضرٍ
وباديةٍ سرَّاً وجهراً ومُعْلِنا
فحَيِّ رسولَ الله عني تحيةً
على دينه أحيا وإن كُنْت والنا


اللهم أدم ديم الرضوان عليه ، وأمدنا بالأسرار التي أودعتها لديه
اللهم صل و سلم على حبيبنا الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


قال : فحفظتُ وصيته ، وقدمتُ مكة وقد بعث النبي يدعوهم إلى الله تعالى ، وهم يؤذونه ، و يكذبونه ، فجاءني عقبةُ بن معيط ، وشيبةُ بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام ، وغيرهم من رؤساء قريش ، حتى امتلأ منزلي . فقلت لهم : هل نَابكم بعدي شيء أو ظهر فيكم أمر ؟ قالوا : نعم ، ظهر فينا أعظمُ وأجلُ النوائب لم يُسمع بمثله قط ، يتيمُ أبي طالب يزعُم أنه نبي مبعوثٌ إلينا أن لا نشرك بالله أحداً ، افْترى على الله أمْ به جنون ؟، فلولاك لم نؤخر أمره فأَأْذن أنت الغاية في أمره ، قال : فصرفتُهم عني لما في فؤادي من رسول الله فخرجت إليه ، فقيل إنه في منزل سيدتنا خديجة رضي الله تعالى عنها ، فأتيتُه وقرعت عليه الباب ، فخرج إليَّ ، فقلت : يا سيدنا محمد فُتنت في منازل أهلك , واتهموك بالفتنة وترك دين آبائك . قال : إني رسول الله إليك وإلى كافة الخلق فآمن بي تفلَح.فقلت : وما دليلك على ذلك ؟ قال أو ما يكفيك الشيخ الذي لقيتَه باليمن وقال لك: كيت وكيت ، قلت : ومن أعلمك به ؟ قال : الذي بعثني إليكم بشيرا ونذيرا ، قلت : أمدد يدك فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله 1 .

اللهم أدم ديم الرضوان عليه ، وأمدنا بالأسرار التي أودعتها لديه
اللهم صل و سلم على حبيبنا الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


ثم لم يزل ملازماً له حتى قُبض رسولُ الله . وهو أول من أسلم من الرجال ، لما ثبت عن حرةَ بن السايب أنه قال : سألت ميمونَ بن مهران هل كان سيدنا أبو بكر أولهم إسلاما أو سيدنا علي ؟ قال : والله لقد آمن سيدنا أبو بكر بالنبي زمن بحيرا الراهب حين اجتمع به في سفره و سيدنا علي و كرم الله وجهه حينئذ لم يولد , فقد فني في حبه ، وفداه بنفسه ، حتى قال الله تعالى في حقه :

وقال النبي : (( ما نفعني مالُ أحدٍ قط ما نفعني مالُ أبي بكر )) فبكى سيدنا أبو بكر وأرضاه وقال : هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله .

وعن سيدنا أبي هريرة أنه قال : كنا عند رسول الله فالتقيت وسيدنا أبو بكر عن يمينه وقال : (( هنيئا لك يا أبا بكر تحيةً من عند الله تعالى , إياك هبطَ جبريل فقال : يا محمد من هذا المتخللُ بالعباء عن يمينك ؟ فقلت : هذا أبو بكر أنفق ماله عليَّ قبل الفتح ، وصدقني ، وزوجني ابنته فقال : يا محمد أقرئه السلامَ من الله وقل له : أراض أنت من فقرك هذا أم ساخط ؟ فبكى أبو بكر ثم قال : رضيت وسلمت أمري إلى الله ، أنا عن ربي راض )).

فرضي الله عن سيدنا أبي بكر ، لم يسجد لصنمٍ قط ، وما بخل بشيء من ماله ، بل أنفقه كله في حب الله ورسوله فبخٍ بخٍ له ، أعتق سبعةً كلَّهم يُعذَّبون في الله تعالى 1:
أبا بكر الصديق حُزْتَ فضيلةً
وقدراً عليَّاًًدونه العِّزُ خاضعُ
صحبتَ رسولَ الله ثم فديتَه
بمالِكَ فليهنيكَ ما أنتَ صانعُ
لأجلك جبريل من الله قد أتى
من الحقِّ يقريك السلامَ و راجعُ


اللهم أدم ديم الرضوان عليه ، وأمدنا بالأسرار التي أودعتها لديه
اللهم صل و سلم على حبيبنا الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


وكان كثيرَ الفناءِ في الله تعالى و رسولِه ، غائبا في شهود جماله المطلق ، دائمَ الاستقرار ، مشغولا بحبه على الإطلاق ، فهذا الفتى أدناه الله منه فدنا , وصار عنده وجيها مُقَرَّبا ، و في حضرةِ رسولِ الله صديقا مجتبى , حتى قال الله تعالى مُعْربا عن فضله بالآيات القرآنية وأنبأنا عن علو شأنه بالأحاديث العدنانية .أما الآيات فقوله تعالى :
[ الليل : 1-7 ] إلى آخر الآيات التي أنزلت فيه حين اشترى سيدنا بلالا رضي الله عنهما من أميةَ بن خلف ، وأتى ابن خلف بأبدرةٍ وعشرةٍ أواق فأعتقه لله .

اللهم أدم ديم الرضوان عليه ، وأمدنا بالأسرار التي أودعتها لديه
اللهم صل و سلم على حبيبنا الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


وأما الأحاديثُ الواردة فيه فمنها : قوله : (( سألتُ جبريلَ عن فضيلةِ عمر فقال : يا محمد لو مكثتُ معك ما مكثَ نوحٌ في قومه أحدِّثُك بفضائل عمر ما نفذت ، و إن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر )) ، ومنها قوله : (( ما طلعت الشمس و ما غربت على أحد بعد النبيين و المرسلين أفضلَ من أبي بكر إلا أن يكون نبيا )) ، ومنها قوله : (( والله ما كتب في السماء محمد إلا كُتِب على إثره أبو بكر )) ، ومنها قوله لسيدنا أبي الدرداء : (( يا أبا الدرداء أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة )) ، ومنها قوله : (( أبو بكر وعمر خير الأولين والآخرين وخير أهل السماوات وأهل الأرضين إلا النبيين والمرسلين )) ، ومنها قوله : (( لما خلق الله تعالى اللوح كتب عليه بقلم من نور , طول ذلك القلم ما بين المشرق والمغرب لا إله إلا الله محمد رسول الله , به آخذ وبه أعطي , وأمته أفضل الأمم , وأفضلها أبو بكر )). فهو أفضل أصحاب النبي بدليل قوله (( خيرُ أصحابي أبو بكر )) ، ومنها قيل لسيدنا علي أنت أفضل من سيدنا أبي بكر ، فبكى حتى خضب لحيتَه الشريفة بالدموع ، ثم قال : " أخبروني أمؤمن آلِ فرعون خيرٌ أم سيدنا أبي بكر ؟ فسكت القوم . فقال : ألا تجيبوني فو الله لساعة من سيدنا أبي بكر خير من مؤمن آل فرعون ، ذلك رجل يكتُم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه " 1. وهذا دليل أنه أفضل أصحابِ جميع الأنبياء. وإذا كان بهذا الحديث وغيرِه مما سبق من الأحاديث والآيات أفضل من جميع أصحاب سيد السادات ففضله على بقية أصحاب الأنبياء من باب أولى ، وبالتقديم عليهم في حضرة الكمال أولى 2. و لقد كان النبي يحبه حتى قال في حقه : (( لو كنت متخذاً خليلا غيرَ ربي لاتخذت أبا بكر خليلا لكن صاحبَكم خليل الله )) ، وقال : (( لما عُرج بي إلى السماء قال تعالى : يا محمد مَن خليلك ؟ قلت : أبو بكر . فقال : أما إنه أحبُّ الخلق إلي بعدك فأقرئه مني السلام )) وناهيك بها منقبة عظيمة من الله تعالى . فاغنم يا أخي صحبتَه عليك نعم الله تتوالى . ومنها قوله : (( انظروا هذه الشوارع في المسجد فسدوها إلا ما كان من أبي بكر فإني رأيت عليه نورا))ومنها قوله : (( أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار , سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر )) وهو أحد المبشرين بالجنة , قال رسول الله (( يا أبا بكر أنت أولُ من يدخل الجنة )) ، و منها قوله : (( تأتي الملائكة بأبي بكر مع النبيين والصديقين تزفه إلى الجنة زفا )) ، ومنها عن فضله قوله : (( يدخل الجنة رجل لا يبقى أهلُ دار ولا غرفة إلا قالوا مرحبا مرحبا إلينا )) . وقلت في هذا المعنى شعرا :
مَن مثلُ مولانا أبو بكرِ الذي
لم يومِ للأصنام قط برأس
هو صهرُ خير الخلق وهو وزيرُه
ورفيقه فرداً وفي الإيناس
و فَداه بالأموال ثم بنفسه
في الغار من لَدغ وكم من بأس
فعليه مني ألف ألف تحية
عد الورى والقطر والأنفاس


اللهم أدم ديم الرضوان عليه ، وأمدنا بالأسرار التي أودعتها لديه
اللهم صل و سلم على حبيبنا الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


وكان أعلمَ الصحابة 1، وأشجَعهم قلبا ، وأحسنَهم عقلا ، وأعرفَهم بالله ، و أوجهَهم إلى الله ، وكان بالمؤمنين رحيما ، وعلى الكافرين عذابا أليما ، وعلى المؤمنين غيثا وخَصبا ، وعلى الكافرين نقمة وحَطبا .وكان ضعيفا في بدنه ، قويا في طاعة ربه ، متواضعا في نفسه ، عظيما عندَ الله ، حبيبَ رسول الله ، وموضعَ سره ومشورته . يصلُ رحمه ، ويقري ضيفه ، ويردفُ على ناقته. أحسَن الخلفاء حين ارتد الناس 2، و شيدَّ الدين حين اشتد البأس ، و شمَّرَ في مرضاة الله إزاره ، وقوى الإسلامَ وأشادَ مناره .
كان يُحب المؤمنين 3، ويؤثِرهم على نفسه ، و يفديهم بماله و أثاثه و لبسه . كان كثيرَ البكاء في الأسحار ، كثيرَ التواضع لمولاه والانكسار ، لا يفتر لسانُه عن ذكر الله ، ولم يشبع قط فيما لا يرضي الله . هاجرَ مع رسولِ اللهِ إلى المدينة المنورة ، ولم يفارقه قدر سِنَة إلى أن قبض النبي ، و تولى بعده الخلافة ، وكانت مدةُ خلافته سنتين وسبعة أشهر وقيل ثلاثة أشهر إلا خمسة أيام ، وفيها شيَّدَ بنيان الدين وأحاطه ، وتُوفي بعد ذلك ، و دفن مع النبي في حُجرة سيدتِنا عائشة رضي الله تعالى عنها .
وسببُ موتِه أنه لزم الحزن و الكمدَ على رسول الله حتى مات وعن سائر أهل بيت رسول الله و أصحابه أجمعين . وكانت وفاتُه ليلة الثاني والعشرين من جمادى الآخرة ، بين المغرب والعشاء ، وكانت ليلة الثلاثاء كما هو متواتر ، فحملوه وأتوا به تجاه قبر النبي وقالوا : يا سيدنا يا رسول الله هذا سيدنا أبو بكر بالباب ، فإذا الباب قد انفتح وسمعوا قائلا يقول : َادخِلوا الحبيب إلى حبيبه ، فإن الحبيبَ إليه مشتاق . فأدخَلوه إليه وحَظي بالمقام الكريم لديه 1.

اللهم أدم ديم الرضوان عليه ، وأمدنا بالأسرار التي أودعتها لديه br /> اللهم صل و سلم على حبيبنا الأمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

وبعد فنقول :
اللهم إنا نسألُكَ يا عليما بخفي الأسرار ، ويا من لا تدركُه الأبصار ، ولا تحيط به الأفكار ، نسألك بمن تشرفت به بطاحُ طابة ، وشيبةِ صاحبه الصديق وآله وسائر الصحابة ، وبكل رسلك وأنبيائك عليهم السلام ، وعبادك الصالحين من أهل أرضك وسمائك ، أن تفني في بقائك بشرِيَّاتنا ، وأن تدخلَنا جنة عِرفانك ، وتمحوَ عنا سيئاتنا ، وأن تمهدنا إياك في جميع ذراتك الكونية ، وأن تسهل على أحبتنا سحائبَ فيوضاتِك الربانية . اللهم اجعل جمعَنا هذا جمعاً مرحوماً ، وتفرقَنا منه بعده تفرقاً مباركاً معصوماً . اللهم اغفر لنا بفضلك الذنوب ، واستر برحمتك منا الحالاتِ والعيوب . اللهم وانظر بعين رحمتك لجامع
هذه المناقب الشيخ صديق بن عمر خان تلميذِ العارف الرباني سيدنا ومولانا الشيخ محمد السماني ، والسامعين والمؤمنين ، و كلِّ محب وصاحب وكاتبها ، اغفر له اللهم ما مضى ، واحفظهُ فيما بقي ، وارزقه الأمانَ والاستقامةَ ، والموتَ على الشهادة في مدينة حبيبه سيدِنا المصطفى والمسلمين أجمعين ، و أدخلنا اللهم تحت سترك ، ووفقنا لمداومةِ ذكرك وشكرك . اللهم اكفنا شرَّ الأشرار و احمِنا من مكائد الفجار , اللهم اختمْ لجمعنا هذا والمسلمين بالإيمان ، وأجِرنا من نزغات الشيطان ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافُك يا رحمن .وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم أجمعين .


( سبحانَ ربكَ ربِ العزةِ عمَّا يصفونْ و سلامٌ علَى المرسلينْ و الحمدُ لله ِربِّ العالمين )


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://akrammohdsaeed@yahoo.com
 
ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصديق ابو بكر الصديق رضي الله عنه
» رثاء حسان بن ثابت لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
» أعظم انسان .بأبي وأمي أنت يا رسول الله .صلى الله عليه وسلم
» في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
» الوصف الكامل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الرحيبة :: دين و دنيا :: صدى الاسلام-
انتقل الى: