العناوين الرئيسة التي يمكن أن تشكل سلة الاحتياجات السورية تكاد تكون معروفة وهي أيضاً محل اتفاق بين الجميع، الذي حدث أن ما كان محل اختلاف هو مدى السرعة في السير في طريق الإصلاح وقد بدا واضحاً أن صناعة القرار تأثرت على مدى فترة طويلة بالأحداث الخارجية والظروف المحيطة بسورية خلال السنوات السابقة وليس بدءاً باحتلال العراق ولا انتهاء بالتأثير المباشر لقرارات «دولية» فرضت نفسها بقوة على حياة السوريين وأدت فيما أدت إليه إلى أن سرعة الإصلاح تباطأت لدرجة كبيرة... ولعل من المهم الاستفادة مما حدث بحيث لا يسير قطار الإصلاح على وقع الخارج لأنه من غير المجدي انتظار الظروف الخارجية حتى نقوم بما يفيدنا نحن وأن عدم القيام به في الوقت المناسب يقدم خدمة للخارج نفسه وبالوقت نفسه لا يساعدنا في تمتين حالتنا الداخلية التي هي سر قوتنا ونجاحنا على مدى عقود طويلة في الحفاظ على مبادئ سورية توافق عليها الجميع في سورية.
فما تحتاج إليه سورية الآن هو إظهار الجدية في الإصلاح والسرعة به وعدم السماح للمتضررين منه من التأثير فيه. وأن وجود مؤامرة خارجية يجب أن يكون محفزاً للإصلاح كي نواجه هذه المؤامرة بقوتنا الذاتية وأن ننهي نقاط ضعف قد تتسلل منها المؤامرات.
ثم نحن بحاجة لكي يقوم كل المواطنين بدورهم في عملية الإصلاح والمشاركة بها وعدم الاكتفاء بدور المتفرج أو الناقد لما يجري فقط دون تقديم مساهمة إيجابية وداعمة لعملية الإصلاح. وإذا كنا نتحدث عن بطء عملية الإصلاح فهذا لا يلغي أبداً أن ما جرى في مناح عديدة مهمة في سورية كان جزءاً من عملية الإصلاح التي كان أول دعاتها السيد الرئيس بشار الأسد.
كذلك في سورية حاجة ماسة للحديث عن مشاكلنا بصوت عال وإن محاولة إخفائها لا تجدي ومحاولة تبريرها غير ممكنة ولعله من المناسب الآن الحديث عن أدوار جديدة للمؤسسات التي من واجبها نقل الحقائق وليس تجميلها. فأحد العناوين التي تحتاج إليها سورية في المرحلة القادمة عدم الخوف من نشر الغسيل لأن الكل بات على قناعة أن عدم نشر الغسيل والأخطاء لا يعني أنها غير موجودة.
وأيضاً ما تحتاج إليه سورية سعة الصدر مع كل الآراء التي تكون تحت سقف الوطن وفي هذا تجليات مهمة تنعكس على كل مناحي الحياة.
إلا أننا أيضاً بحاجة لإعادة النظر بالمبادئ الاقتصادية التي من المفترض أن تعيد انحياز القرار الاقتصادي للطبقتين الوسطى والفقيرة وليس كما جرى في السنوات السابقة لمصلحة طبقة رجال الأعمال.
وأظن أن لدينا كثيراً مما نحتاج إليه ولدينا القدرة على تنفيذه مستفيدين ومعتمدين على قيادة الرئيس لمشروع الإصلاح ومن التفاف الناس حول المشروع وقائده ولعل الشعب السوري كان واضحاً في رسالته بأنه يريد الإصلاح برعاية الرئيس وتحت قيادته.
وأخيراً وبكثير من الصراحة إن المجتمع السوري الآن غير مستعد لأي خيبة ومن ثم لا بديل من إنجاح برنامج الإصلاح بما يكفي من السرعة.
أنتهى عن الوطن