لم يكن أشد المتشائمين يتوّقع ان تصل المباراة النهائية الخامسة الفاصلة بين الرياضي اللبناني والجلاء السوري على لقب بطولة غرب آسيا في كرة السلة الى مأزق حقيقي من دون خوض النهائي حتى الآن. والمأزق الكبير يكمن في اعتبار اركان نادي الجلاء ان الرياضي انسحب من خوض اللقاء الحاسم بمغادرته مدينة حلب والعودة الى لبنان أول من امس الاثنين فيما يقول النادي اللبناني ان مغادرة البعثة اللبنانية حلب جاءت بناء على طلب من أمين عام اتحاد غرب آسيا اللبناني هاغوب خاتشاريان الذي فشل في اقناع الجانب السوري بنقل وقائع المباراة الخامسة مباشرة على الهواء ومن دون اي تأخير في البث.ويقول مصدر موثوق ان الوضع وصل الى حالة من التأزّم لأن كل طرف يدافع عن وجهة نظره.فاتحاد غرب آسيا مصرّ على النقل المباشر ومن دون اي فارق في الوقت والنادي الرياضي يرفض نهائياً العودة الى حلب لخوض المباراة الفاصلة بعد معاناته بالسفر براً في رحلة بالبولمان من بيروت الى حلب في رحلة تدوم لأكثر من ست ساعات. اما نادي الجلاء فيعتبر انه الفائز باللقب لانسحاب الرياضي.
ثلاثة خيارات
هذا الوضع الشائك وضع الكرة في ملعب اتحاد غرب آسيا الذي بات أمام خيارات عدة وهي:
أـ تحديد موعد جديد لخوض المباراة في حلب مع اصرار على النقل المباشر عبر المؤسسة اللبنانية للارسال والجزيرة الرياضية وهو ما يرفضه النادي الرياضي الذي يعتبر انه قام بواجبه بالسفر الى حلب من دون ان يخوض اللقاء.
ب ـ اقامة اللقاء في دولة محايدة مع نقل مباشر وهذا ما يقبله الرياضي حتماً ويرفضه نادي الجلاء.فهذا الأخير يعتبر ان من حقه خوض اللقاء على ارضه.
ت ـ الغاء اللقاء النهائي بحجة الضرورات القصوى وهذا من شأنه ان يفجّر الصراع بين الرياضي والجلاء من جهة وبين اتحاد غرب آسيا عامة وامينه العام هاغوب خاتشاريان خاصة لتدخل بطولة غرب آسيا في مهب الريح.
جارودي
ماذا يقول رئيس النادي الرياضي اللبناني هشام جارودي؟
فلقد صرّح رأس هرم النادي للـ«الديار» امس الثلاثاء بأن النادي الرياضي عاد ادراجه الى لبنان نزولاً عند رغبة هاغوب خاتشاريان واضاف جارودي بصراحته المعهودة «سأبدأ بالقصة منذ البداية فلقد صدر قرار من الخارجية الاميركية يدعو الرعايا الأميركيين الى تجنّب السفر الى سوريا وهذا ما أدى الى رفض اللاعبين الاميركيين نايت جونسون ولورد وودز السفر الى حلب لكننا اقنعناهما. وصراحة لقد عرض نادي الجلاء مواكبة بعثتنا لحظة دخولنا الى الأراضي السورية ونحن نشكره على ذلك. وفعلاً ذهبنا الى حلب مع ثلاثة باصات لمشجعي النادي الرياضي. كما جاء الى سوريا رئيس اتحاد كرة السلة في لبنان جورج بركات مع عدد من الأعضاء». وتساءل جارودي: «فوجئنا بما حصل اذ لم يكن مسموحاً ان تنقل المباراة مباشرة على الهواء وقال لنا خاتشريان انه يمكننا العودة الى لبنان لأن المباراة لن تقام وهذا ما حصل». واضاف جارودي «ولقد فوجئنا بأن نادي الجلاء اعتبر انه الفائز بالبطولة لأننا انسحبنا فهل هذا يجوز؟» ورداً على سؤال أكد جارودي «ان النادي الرياضي لن يعود الى حلب لخوض المباراة الفاصلة وهذا قرار نهائي ونحن مع اقامتها على ارض محايدة لأن خوض اللقاء في حلب لن يتم». واردف جارودي قائلاً: «معنويات لاعبي النادي الرياضي في القمّة وجمهورنا واكبنا الى حلب وصفوفنا مكتملة .وعلى اتحاد غرب آسيا اتخاذ القرار المناسب ونحن سنرضخ لأي قرار باستثناء خوض اللقاء الحاسم في سوريا». وشكر جارودي «رئيس واعضاء الاتحاد اللبناني لمساندتهم النادي الرياضي وسيكون لنا موقف ملائم مما حصل لأن اتحاد غرب أسيا كان يجب ان يعلم مسبقاً بعدم نقل المباراة مباشرة فلماذا كبّدنا مشقة السفر الى حلب»!!؟؟
وختم جارودي قائلاً «ما حصل هو نقطة سوداء في سجل اتحاد غرب آسيا وادارته».
***
حتى كتابة هذه السطور يبدو ان الحل لمعضلة المباراة الخامسة بين الجلاء والرياضي لم يبصر النور بعد.فالرياضي يرفض رفضاً قاطعاً خوض اللقاء في حلب والجلاء يصرّ على اقامتها في عرينه واتحاد غرب آسيا واقع في مأزق. فاذا أصر على اقامة اللقاء في حلب فالرياضي سيرفض وفي حال أصرّ على اقامة اللقاء على ارض محايدة فالجلاء سيرفض حتماً.
اذاً اين الحل؟ربما الوضع الراهن في الشرق الأوسط يزيد الأمور تأزماً اذ بات خوض مباراة بين فريقين من بلدين جارين مرتبطاً بالمشاكل التي تعانيها المنطقة حالياً.
