فريق الصقور بالسلطة ..يدفع بسورية نحو جهنم ,,

لقد أضحى واضحاً وجود فريق في السلطة
السورية ( فريق الصقور ) يدفع البلاد باتجاه هاوية العنف المفرط ..وهو
الفريق ذاته الذي أقنع القيادة بأنه لا يوجد محتجون سلميون بل هم عبارة عن
عصابات إرهابية تقتل الجيش وتروع الشعب وتخرب الممتلكات العامة والخاصة, من
خلال تقارير يرفعونها يومياً, يشعلون الساحات قتلاً و دماءً و يلصقون
التهم بظهر الشعب, ولا يميزون بين موتور وإرهابي, ولا نعلم ما هي أهدافهم
وما الفائدة التي يجنونها ومن يخدمون عندما يوسعون الشرخ مابين القيادة
والشعب .وأنا أعلم من مصادر مقربة ومنذ بداية
الأحداث في درعا أن السيد الرئيس كان وفي الجمعة الثانية يريد أن يدخل درعا
فوقف على حدودها لساعات حيث كان ضباط الأمن يقنعونه بأن هناك خطراً على
حياته إذا دخل مدينة درعا ..وهو كان يريد أن يعزي الناس و يصلي في الجامع
العمري فيدفن الأحداث قبل تفاقمها ..وكان أهالي درعا ينتظرون أقل من هذا
...وكانوا يأملون زيارة السيد الرئيس لتطييب الخواطر ومنبع هذا كله محبتهم
وعفويتهم, لكن الصقور وقفوا عائقاً أمام التهدئة بمنعهم تدخل الرئيس العفوي
والبريء في حال دخوله مدينة درعا .ومن هنا بدأت
حكاية الصقور تكبر و تتحكم بمجريات الأحداث تباعاً في المناطق والمحافظات
السورية, بمكان هم فيه قائمون على مؤسسات تراقب الأوضاع وتعالج وترفع
تقييمها للأحداث يومياً على طاولة القيادة التي تفترض الثقة بهم وبالتالي
تؤخذ القرارات, وقد تسربت وثائق تثبت هذا هي موجودة على الإنترنت .عندما
يتهمون المتظاهرين بأنهم إرهابيون ويحملون السلاح ويروعون ويخربون ..ألم
يلاحظ أولئك بأنهم يتهمون جميع البلاد السورية بهذا ..فالمظاهرات شملت أكثر
من 90% من المحافظات والمدن والبلدات ..فهل الشعب السوري بمعظمه إرهابي ؟ولفقوا
روايات تطورت تباعاً : في البداية قالوا بأن هناك أشخاصاً ينتحلون صفات
ضباط ويتجولون على مراكز الشرطة والأمن ويعطونهم أوامر بإطلاق النار على
الناس ..ومن ثم قالوا هناك تحضير لمشروع فتنة ..ومن ثم قالوا بأن هناك
مندسين وسلفيين ..و من ثم قالوا بأن إمارات إسلامية قامت بدرعا وبانياس
وحمص وتلكلخ وهناك أمراء للمؤمنين ووزراء لهم ..وقالوا بأن أعلاماً
إسرائيلية رفعت في حمص ودرعا ..إلخ من نظريات المؤامرة التي تعددت أوجهها .ومن أعلن عنها هم المعبرون والمحللون السياسيون ..و لم يعلنها مسئولون رسميون وهذا بحد ذاته إضعاف للرواية ..أحد
الأشخاص قال لي بلهجته : ( لقد تم إلقاء القبض على جنرالات إسرائيليين في
بانياس ...وآخرين في حمص ..وفي درعا ووزير داخلية سابق لإحدى دول الخليج
..وشخصيات أخرى لبنانية ), فأجبته : ( أنا كصحفي مستعد لفضح هذه المؤامرة
الحقيرة ...لكني أريد أسماءهم كي أوثق هذه الإحداثيات, فما كان سوى
التسويف .مثال حي : محافظة القنيطرة شهدت احتجاجات
في عدة قرى ..لكن حكمة ضباط الشرطة والأمن فيها هدأت الأمور ولم يجرح شخص
واحد لا من المدنيين ولا من عناصر الأمن ..و لم يعتقل شخص واحد حتى ..فتجد
الأوضاع طبيعية بمكان لم تطلق طلقة واحدة فكان التعامل سلساً أراح الناس و
طيب خواطرهم ..وهنا يمكن لنا طرح سؤال مهم : أين هم المندسون و أين
السلفيون و أين الغرف السوداء بالقنيطرة ..أم أنها معزولة عن الشعب السوري ؟
لا بل على العكس و أنا أشهد بأن حكمة ضباط الأمن هناك حالت دون أي تصعيد
...علماً أن موقع محافظة القنيطرة هو الأكثر حساسية في سورية لاحتضانها
الجولان المحتل ..و وجود الجبهة مع العدو الإسرائيلي, فلو كان يوجد غرف
سوداء حقاً فالأولى بصانعيها تمركزهم بالقنيطرة .أما
صقور المعبرين والمحللين السياسيين الذين وبظنهم يدافعون عن القيادة أو
النظام ..كانوا من حيث يدرون أو لا يدرون قد صعّدوا الأحداث في سورية حتى
أن شعارات رفعت بحقهم ونددت بهم شعبياً, إذ و بإجماع الكثيرين كان لهم دور
نابي وسلبي في هذه الأحداث ..بتهجمهم على المحتجين واتهامهم له بالإرهاب
والاندساس والتخريب وانطبق عليهم قول الإمام علي كرم الله وجهه : ( احذر من
أصدقائك الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ) فهم وبظنهم يدافعون عن النظام
..لكنهم حقيقةً يسيئون له, حتى أنهم طالبوا يوم الإثنين 6/6/2011م و من
منبر قناة الدنيا ..طالب أحدهم السيد الرئيس بإيقاف مسيرة الإصلاح و ضرب
المتظاهرين بالسلاح وأن كل متظاهر يجب أن يضرب بالنار !!الوضع
في سورية يزداد سوءً و احتقاناً ...شلال الدم يجرف المدنيين والعسكريين
ورجال الأمن ولا خاسر سوى الشعب و أهالي الضحايا ..صوت الصقور يعلو أصوات
العقلاء والحكماء, وما نخشاه أن ينفلت الشريان الأبهر بين الشعب والقيادة
بمكان لا طبيب ولا مسعف ...وهنا تكون سورية ذهبت باتجاه جهنم لا قدّر الله .الصحفي ماهر ذيب