انها شرعة الغاب حيث لا يجد الضعيف امامه حلاً سوى الصمت أو الاستسلام للمصير المحتوم
و حيث لا يجد القوي في نفسه اي باعث على الرحمة و لا في محيطه اي رادع عن العدوان
اذ ان من طبيعة الانحطاط ان يهمش النبل و النبلاء و يتيح للمتوحشين قوة اضافية
في زمان الانحطاط يتضاءل الحوار و التفاهم و التنازل و يغلب الهوى و الاعجاب بالرأي و من أفق ذلك يكون حل المشكلات
في زمان الانحطاط تملأ فراغات الحياة الاجتماعية بالعنف و القوة الغاشمة و التهديد و الوعيد
و على مقدار ما تكون المسافة بين القوى النافذة
و بين الحق كبيرة يكون استخدامها للقوة و بما أن كثيراً من نفوذها يكون أصلاً على أرضية الباطل
فان استخدامها للقوة سيكون من غير حدود
في زمن الانحطاط يفقد الناس الحس و الحدس الاجتهادي و يعجزون عن اكتشاف الارضيات المشتركة للاجماع الوطني
فيسود بينهم التنافي و التنابذ و يولد لديهم نوعاً من الوحشة
فيندفعون نحو النقيض و تبذل محاولات مستميتة من أجل ( تنميط المجتمع) حيث يضيق الناس ذرعاً بالاختلاف و الاجتهاد
و يرون النجاة في التوحد و التشابه
في زمن الانحطاط المهم ان يجمع الناس على شيء بقطع النظر عن مضمون ذلك الاجماع
فالتلفيق هو سيد الموقف و التسويات - من كل نوع - هي المهارة التي ينبغي ان يتعلمها الجميع مهما كان ذلك
على حساب الرأي الحر و مهما أدى الى خيانة الحقيقة الناصعة
و هكذا يصبح الاجماع شكلياً بل مظهرا من مظاهر النفاق الاجتماعي
و انحطاط الشخصية و وسيلة لتحقيق المنافع
في زمان الانحطاط تكثر الاحلام الوردية و يكثر طرح المشروعات الكبيرة التي تعقد عليها آمال تغيير وجه المجتمع و ملامحه
و لكن المفقود دائماً الخطط المرحلية و السياسات و الاساليب التنفيذية
في زمان الانحطاط لا يتم تقديم الناس على اساس الاخلاق فالاخلاق شيء متوار و يفسر تفسيراً خاطئاً و قد يفهم على انه شكل من اشكال الضعف و الاستكانه و التهمش
كما ان تقديم الناس لا يكون على اساس الكفاءة اذ ان الفساد الاداري يكون احد مظاهر الانحطاط
هذا قليل من كثير عن
زمان الانحطاط
يتبع ...
صحافة الرحيبة