كثيرون منا اليوم مسحوا كل احتمالات الخطأ و الوهم و الهوى و القصور الذاتي و الخضوع للمصلحة
التي تحيط ببناء الرأي و المذهب و الموقف و انتهوا الى ان المجتهد او العظيم او الألمعي او الخبير اذا أبدى رأياً او عمل عملاً فينبغي أن يكون صواباً
و هذه الوضعية البائسة حملت كثيرا من الناس على الفهم المبستر و على التأويل المتعسف للنصوص و المعطيات العلمية
و تجاهل سنن الله - تعالى - في الخلق من أجل المحافظة على صورة شخص ينظرون اليه باحترام و تقدير أو يرتزقون مما يظهر انه كذلك
و كانت النتيجة تضاؤل الرؤى المنهجية و الحقائق العلمية و المدلولات الأخلاقية.. على طريق منح العصمة لمن لا يستحقها
و لا يدعيها و يؤسفني القول : ان هذا الحالة اخذت تستوطن في بلاد المسلمين الى درجة غريبة
لا تجرح كبرياء العقل فحسب و انما تخدش صفاء التوحيد على حين ان امما كثيرة تعمق الفصل بين الذات و الموضوع
و تحاول تطوير العلاقة بينهما لتكون أكثر ملاءمة للتقدم العقلي الذي حدث في هذا القرن