«إنه يلحق بالآخرين من دون تفكير... إنه الخروف»! لطالما لاحقت هذه السمعة تلك الحيوانات، حتى أصبحت كلمة «خروف» صفة تعني التبعية العمياء. لكن الدراسات بينت العكس، لأن هذه الحيوانات تبقى ضمن مجموعات في بعض الأحيان، لكنها تنفصل عنها في أحيان أخرى.
لمعرفة أسباب تشبث الخراف بالقطيع أو تحررها، يجدر بنا معرفة حجم القطيع وبعض خصائص شخصية الخروف. فقام أربعة علماء من معهد ماكولاي في أبردين في اسكتلندا بمراقبة تصرفات الخراف لفهم تلك التفاصيل في دراسة تحت عنوان «تأثير حجم القطيع والشخصية علــى البحــث عن الطعام في المجتمع: توزيع الخراف في بقع مختــلفة».
وقام العلماء الذين أجروا الدراسة بمراقبة مشددة على 58 نعجة اسكتلندية في المرعى. وبدأوا باختبار الشخصية، وانتظروا لمعرفة أية نعجة تتمتع بالجرأة الكافية للتعرف على أشياء الجديدة رائحتها غير مألوفة لها، كالخزامى والنعناع، والزعتر والأشكال الغريبة... ثم أطلقوا النعاج في مجموعات مؤلفة من اثنتين، وأربع، وست، وثمان، في مساحات خضراء تحتوي على رقع مغطاة بحشائش مختلفة ولذيذة حسب تقدير العلماء. أما العلف الذي تعشقه الخراف، فجعلوه ينبت بشكل كبير ليصبح بارزا للخراف.
ورأى العلماء أن النعاج واجهت معضلة. وقالوا «في دراستنا، احتارت النعاج إذا كانت ستبقى في مكانها وهي تأكل شيئا تحبه من مورد محدود لتبقى ضمن القطيع أم ترحل إلى مكان يتوافر فيه الطعام». وجاءت النتيجة أن «انفصال النعاج عن القطيع حصل بشكل أكبر من تشبثها به، والشخصية لعبت دورا كبيرا في هذا المجال. فالنعاج الجريئة انشقت في فرق أصغر على عكس النعاج الخجولة»، وبالتالي فلكل خروف شخصيته الخاصة تختلف عن الصورة المنمطة التي يوصف بها.

هكذا قالت صحيفة الغارديان